عرض المادة
اختلاط النساء بالرجال في أماكن العمل والدراسة!!
2009-09-02
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وعبده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه..
أما بعد..
فهذه كلمات نوجهها إلى قلوب لا زالت تحمل بقايا غيرة، وتعمر بالحياء، ولكن ربما دهما شيءٌ من الغفلة فتحتاج إلى تذكير.
إخوانـــي وأخواتـــي...
هذه نصيحة نحملها إليكم متمنين أن تقرأوها قبل فوات الأوان، وضياع أمر لا يمكن أن يستدرك إذا ذهب، وهي تتكلم عن موضوع اختلاط النساء بالرجال في أماكن العمل أو الدراسة، الذي غفل عنه كثير من الناس حتى اشتبه عليهم فلم يعودوا يتبينوا وجه الخلل فيه.
فيـــا أيهـــا العقـــــلاء!! نسأل سؤالاً صريحـــاً!!
ما الذي يبيح لامرأةٍ أن تجلس إلى رجل أجنبي عنها؟ تعـــامله دون قيود، فتطلب منه إجراء معاملة، أو يطلب منها إنهاء موضوع؟!
ما الذي يبيح لامرأةٍ أن تخالط الرجال الأجانب وهي بكامل زينتها، أو تجليس معهم على مكتب واحد أو كاونتر واحد؟!
لا تستيقظوا غضباً إذا قيل لكم: إن اختلاط النساء بالرجال حرام، كما أنه كفيل بنقص الحياء حتى يؤول إلى موته بالكلية.
ألا ترون تقلبات الأعين، وموت الحياء عند نساءٍ يمازحن الزملاء، ولبس العباءة الضيقة من أجل خفة الحركة؟!!
وشبهات وظلمات يتلوا بعضها بعضاً.
لا نجعل نظرتنا مادية، وكأننا نعيش في مستنقع من الفقر، حتى أدى ذلك بأناس إلى أن يتنازلوا عن كرامتهم ورجولتهم، فيزجوا بنسائهم في أوساط الرجال من أجل الراتـب الشهري!!
ألا ترون أن بعض الرجال قام بتحميل زوجته أعباء الأسرة من توصيل الأولاد وشراء حاجيات المنزل، والمشاركة في مصاريف البيت و.. و.. و..، متنازلاً عن دوره كرجل، ساقطاً من عيني زوجته، كل ذلك من أجل اللهث وراء المال والراتب الشهري، حتى بدأ الفراغ والملل يخيم على حياتهن، وبدأن يشعرن بشوق إلى الأنوثة التي تتمثل في الاعتماد على رجل!!
استيقظي أختي .. لا تُخدعي بكلمةٍ مزخرفةٍ وبريق راتب، فالمسألة تدور على البركة، وأي بركة في راتب من أغضب ربه فيه؟!
الاختلاط بالرجال محرم.. نصيحة لربما لم تسمعيها من قبل، وربما أعرضت عنها لأنها لا توافق هواك، ولكن كيف إذا قمت وحيدة بين يدي الله، ما لك من دونه عاصم ولا نصير؟
فمن ينجيك يومئذٍ؟ ومن يحول بينك وبين موافاة الحساب؟!!
تأملي قوله تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ}[آل عمران: 30].
وأنتم يا من تدّعون الرجولة .. ألا تغارون على نسائكم حين تقذفون بهن بين الشباب أولى الوسامة فيفتن ويُفتن!! حتى يؤول بها الأمر إلى النفور من زوجها الذي فتح عينيها على الرجال، ولربما بدأت المقارنة فوجدت عند زميلها ما لم تجده عند زوجها.
فاستيقظوا من غفلتكم، وحوطوا نسائكم بحرصكم، فإنه لا خير فيمن غفل عن أمره حتى يدهمه الشر على حين غرة.