عرض المادة

أصول الإيمان

12104 | الجمعة PM 04:49
2015-05-15

أصول الإيمان

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).

أما بعد:           

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

وبعد، عباد الله:

فإنَّ الإيمان هو الدينُ كلُّه، وما بعث اللهُ به رسوله صلى الله عليه وسلم من العلم النافع والعمل الصالح.

ومدار هذا الإيمانِ على أصولٍ ستة هي أصول الدين، ذكرها الله في محكم التنزيل، وأوضحها النبيُّ صلى الله عليه وسلم فيما صحَّ عنه من السنة الصحيحة، قال تعالى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ﴾، وقال عز وجل: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ﴾.

وقد أوضح الله سبحانه أنَّ الكفر بهذه الأصول ضلال بعيد عن الهدى، فقال عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا  ﴾.

وسئل صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال: "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره"، ففسر الإيمانَ بهذه الأمور الستةِ التي هي أصولُ الإيمان، وهي في نفسها أصولُ الدين كلِّه، لأنه لا إيمانَ لمن لا إسلام له، ولا إسلام لمن لا إيمانَ له.

والإيمانُ يقتضي العملَ الظاهر، كما أنَّ الإسلام بدون إيمان من عمل المنافقين، فالإيمانُ الكامل الواجب يقتضي فعْلَ ما أمر اللهُ به ورسولُه، وتركَ ما نهى عنه اللهُ ورسولُه.

وهذه الأصول هي أصولُ الدِّين كلِّه، فمن أتى بها مع الأعمالِ الظاهرة صار مسلمًا مؤمنًا، ومن لم يأتِ بها فلا إسلام له ولا إيمان، كالمنافقين فإنهم أظهروا الإسلام وادعوا الإيمان وصلوا مع الناس وحجوا وجاهدوا معهم إلى غير ذلك، ولكنهم في الباطن ليسوا مع المسلمين، لأنهم مكذبون لله ورسوله، منكرون لما جاءت به الرسل، متظاهرون بالإسلام لحظوظهم العاجلة ولمقاصدَ معروفة، فأكذبهم اللهُ عز وجل في ذلك، وصاروا كفَّارًا ضلالًا، بل صاروا أكفر وأشرَّ ممن أعلن كفرَه، ولهذا صاروا في الدرك الأسفل من النار، وما ذاك إلا لأنَّ خطرَهم أعظم لأن المسلم يظن أنهم إخوتُه وعلى دينِه، وربما أفشى إليهم بعضَ الأسرار، فضرُّوا المسلمين وخانوهم، فصار كفرُهم أشدَّ وضررُهم أعظم، وهكذا من ادعى الإيمان بهذه الأصول ثم لم يؤدِّ شرائعَ الإسلام الظاهرة.

والمؤمنُ سُمِّي مؤمنًا، لتصديقه بقلبه وإسلامه بجوارحه لله وحده، فالمؤمنون مؤمنون بتصديقهم، وإسلامهم، وقيامهم بأمر الله، ووقوفِهم عند حدوده سبحانه وتعالى.

واسم الإيمان بالله يتضمن الإيمان بأسمائه وصفاته ووجوده، وأنه رب العالمين الذي يستحق العبادة، كما يتضمنُ الإيمانَ بجميع ما أخبر به سبحانه وتعالى وشرعه لعباده، ويتضمن أيضًا الإيمانَ بجميع الرسل والملائكة والكتب والأنبياء، وبكل ما أخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم، وكل ما شرعه لعباده.

ومن أصول الإيمانِ: الإيمانُ بالملائكة، قسمٌ سُمُّوا لنا، فنؤمن بهم وبأسمائهم تفصيلًا، كجبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ وملكُ الموت وغيرُهم من الملائكة الكرام، ونؤمن ببقية الملائكة إجمالًا، كما أخبر الله سبحانه وتعالى عنهم فقال عز وجل: ﴿بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27)﴾.

ونؤمن بأنَّ منهم: مَن هو موكَّلٌ بحفظ أعمال بني آدم وكتابتها، ومنهم: مَن هو موكَّلٌ بالسياحة في الأرض يحضرون مجالس الذكر ويستمعون إليه، ومنهم: الذين يتعاقبون في الخلق ليلًا ونهارًا، ومنهم: حملة العرش، ومنهم: غير ذلك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يدخل البيتَ المعمور الذي في السماء السابعة كل يومٍ سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم"، وهذا مما يدل على كثرتهم، وأنهم جنودٌ لا يحصيهم إلا الله عز وجل.

ونؤمن بأنَّهم عبادٌ مُكْرَمون، ليسوا بشرًا ولا جنًّا، ولكنهم خَلْقٌ آخرُ خُلِقوا من النور، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خلقت الملائكة من النور، وخُلِق الجانُّ من مارجٍ من نار، وخُلِق آدمُ مما وصف لكم".

ومن أصول الإيمانِ: الإيمانُ بالكتب، فنؤمن بكتب الله إجمالًا، وأن له سبحانه كتبًا أنزلها على رسله وأنبيائه لا تُحصى، أما تفاصيلها وما فيها فإلى الله سبحانه وتعالى، ومنها ما سُمِّي لنا كالتوراةِ، والإنجيلِ، والزَّبور، وصحف إبراهيم وموسى، وكتابِ الله العظيم وهو القرآن الكريم.

فنؤمن بالكتب التي سُمِّيت لنا، وأما ما لم يُسَمَّ لنا فنؤمن بأنَّ لله كتبًا أنزلها على رسله وأنبيائه لا يحصيها ولا يعلمها إلا هو سبحانه.

ومن أصول الإيمانِ: الإيمانُ بالرسل -عليهم الصلاة والسلام-، فنؤمن بأنَّ لله رسلًا أرسلهم إلى الناس، يدعونهم إلى الله كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾، وقوله: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾، فلله سبحانه رسلٌ أرسلهم لعباده مبشرين ومنذرين، أما إحصاؤهم وبيانُ أسمائهم، وعلمُ عددهم، فهذا إليه سبحانه وتعالى، فالواجب علينا الإيمانُ بهم إيمانًا مجملًا، وأنَّهم أُرسلوا لبيانِ الحقِّ وإرشادِ الخلق، كما قال عز وجل: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾، وقال سبحانه: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾.

ونؤمن بمن سمَّى اللهُ منهم، كنوحٍ، وإبراهيمَ، وموسى، وعيسى، وداودَ، وسليمانَ، وهود، وصالح، وغيرهم ممن سُمِّي لنا.

ومن أصول الإيمانِ: الإيمانُ باليوم الآخر، فنؤمن به إجمالًا وتفصيلًا، ومن ذلك ما سَمَّى الله من أمر الآخرة، كالجنة والنار والصراط والميزان.

ومن أصول الإيمانِ: الإيمانُ بالقدر، وذلك يتضمن أنَّ الله سبحانه وتعالى قد علم الأشياءَ كلَّها وأحصاها، وأنه لا تخفى عليه خافية، فهو سبحانه يعلم كلَّ شيءٍ، كما قال عز وجل: ﴿إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾.

كما يتضمَّنُ الإيمانُ بالقدر: أنَّ الله سبحانه قد كتب الأشياء كلَّها كما قال عز وجل: ﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾، وقال سبحانه: ﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۗ إِنَّ ذَٰلِكَ فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾، وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء".

كما يتضمَّن الإيمانَ بمشيئةِ الله النافذة، وأنَّ ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه لا يكون شيءٌ في ملكه دون مشيئته -جل وعلا-، بل ما شاء الله كان وإن لم يشأ الخلق، وما لم يشأ لم يكن وإن شاء الخلق، فلابدَّ من الإيمان بهذه المشيئة، قال عز وجل: ﴿لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ﴾. وقال: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾.

ويتضمن الإيمانُ بالقدر: الإيمانَ بقدرة الله على الأشياء وخلقِه وإيجادِه لها، وأنه سبحانه على كل شيءٍ قدير وأنه الخَلَّاق العليم، وأنَّ جميعَ الأشياءِ الموجودة هو الذي خلقها وأوجدها، لا يشاركه أحدٌ في ذلك، بل هو الخلاق الرزَّاق، وهو على كل شيءٍ قدير، وبكلِّ شيءٍ عليم، كما قال سبحانه: ﴿ للَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾.

فمن آمن بهذه الأمور الأربعة، وهي: علمُ الله سبحانه بجميع الأشياء، وكتابتُه لها، ومشيئتُه لما وُجِد منها، وأنه سبحانه خالقُ الأشياء وموجدُها، فقد آمن بالقدر إيمانًا كاملًا، ومن قصَّر في ذلك فقد قصَّر في الإيمان بالقدَر، ولم يَسِر على هدي أهلِ السنة والجماعة في ذلك، ولم يؤمن بالقدر على حقيقته، بل آمن ببعضه وكفر ببعض.

ثم إنَّ الإيمانَ بالقدر لا يلزم منه أن يكون العبدُ مجبورًا لا إرادة له ولا مشيئة، بل له اختيارٌ ومشيئة، وله إرادةٌ وعقل يميِّز به، ولكنَّ هذه المشيئة لا يكون بها شيءٌ إلا بعدَ مشيئة الله سبحانه وتعالى، كما قال الله تعالى: ﴿لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)﴾.

فالعبدُ مخيَّر ومسيَّر، مخيرٌ لأنَّ الله أعطاه عقلًا وبصرًا وأدلةً وأدواتٍ، ومكَّنَه من الإيمان والعمل، فهو قادرٌ وله إرادةٌ ومشيئة، يقدر أن يطيعَ ويعصي، وأن يتصدق أو يمتنع، وهو مسير من جهةِ أنه ليس له مشيئة إلا بعدَ مشيئة الله، فله إرادةٌ خاصةٌ ومشيئةٌ خاصة، ولكن بعد مشيئة الله وإرادته، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد، ما من نفس منفوسة إلا كُتِب مكانُها من الجنة والنار، وإلا قد كتب شقية أو سعيدة، فقال رجل: يا رسول الله، أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ فمن كان منَّا من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، وأما مَن كان منَّا من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة، قال: اعملوا فكل ميسر، أما أهل السعادة فيُيسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فيُيسرون لعمل أهل الشقاوة، ثم قرأ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾".

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم..

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، عباد الله:

فهذه الأصول الستة هي أصولُ الدين الجامعةُ لكلِّ ما أخبر الله عنه، فمن استقام عليها عقيدةً وقولًا وعملًا فقد استكمل الإيمان وسَلِم من النفاق، لأنَّ هذه الأصول تقتضي من المؤمن بها أداءَ ما أوجب الله عليه، وتصديقَه بكلِّ ما أخبر اللهُ به في كتابه، أو أخبر به رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه، ومن جحدَها أو جحد شيئًا منها لم يكن مؤمنًا.

فالواجب مراعاتُها، والاستقامةُ عليها في جميع الأحوال، والبراءةُ من كلِّ ما خالفها، ولابدَّ من معرفة أنَّ هذه الأمور إنما تؤخذ أحكامها مما أخبر الله به ورسولُه صلى الله عليه وسلم في الكتاب والسنة، ومما جاء عن سلف الأمة، ومن أبى ذلك وادعى خلاف ما تقتضيه هذه الأصول فإن دعواه باطلة.

 

Powered by: GateGold

جميع الحقوق محفوظة لموقع الموقع الرسمي للدكتور سالم العجمي