عرض المادة
غداً سيكون أفضل
2013-04-23
غداً سيكون أفضل
كم هو جميل أن تردّد دائماً عبارة: غداً سيكون أفضل، حتى تعيش متفائلاً، ولأجل أن تكون هذه العبارة دافعاً لك للصبر على ما تعانيه من الهموم، وتكابده من التعب واللأواء.
أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
وهذه طبيعة النفس البشرية إذا فاتها شيء تشاغلت عن فواته بالتسلي, وقطعت طمعها عن التشوف إلى غيره.
نتجاوز المراحل إلى حيث نجد الراحة أو نطمع أن نجدها في وقت مليء بالهموم والأحزان والمنغّصات؛ حتى لا تكاد تجد فرحةً إلا ومشوبة بشيء من الحزن، ولا تلبث أن تتذوق طعم السعادة إلا وخلط بشيء من الألم.
نقلب صفحات الماضي لنتجاوز أحزانه في الحاضر, وقد يستمر الحال بسلام حتى بلوغ الهدف, وقد نجد أن صفحات ذلك الماضي قد تشكلت مستقبلاً بانتظار قدومنا إليه ليصبح حاضراً يصعب أن نتخلص منه، فكيف إذا كان هذا الواقع لم يزل مرافقاً لك طوال حياتك مرافقة الظل الذي لا تكاد تهرب منه إلا حين يختفي الضوء، فتنزوى إلى ذات نفسك لعلك تتخلص من ذلك الواقع الحقيقي بالهروب إلى واقع ليس موجوداً على الحقيقة؛ لكنه فقط مرسوم في الخيال.
سرُّ جمال الحياة ربما يكمن بالتخلص من تداعيات الماضي، والإعراض عن تقليب صفحاته، طمعاً في أن تبدأ برسم قصة جديدة تبدأ أول فصولها عند لحظة التخلص من الظل المحيط بك، حتى لو كان السبيل إلى ذلك هو الهروب من الضوء المتوهم؛ لتحصل على حياة واقعية بعيدة عن الأضواء لكن بغدٍ أجمل ونطمع أن يكون أفضل.
1/5/2012م.