إن الفتنة إذا نفخ فيها السفيه اتقدت نارها وعظم شررها، وإذا وقعت الفتنة وابتلي بها الناس تاهت العقول واضطربت، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : " والفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء، وهذا شأن الفتن..
فقد مّر على الديارِ النجدية فيما مضى أيام انتشر فيها الشرك وارتفعت رايته ، وطمست معالم التوحيد في كثير من بقاعها، وفشت البدع والخرافات بين الناس حتى صار التوحيدُ بينهم غريباً، ومن دعا إليه فكأنه جاء بدعاً من القول؛ فنادوا به بكل تهمة؛ وكادوه بكل طريق وسبيل؛ واستعانوا عليه بأعوانهم من الفسقة والأراذل
فإن المتأمل في تاريخنا الإسلامي يجده زاخراً بالوقائع المنيرة والحوادث المثيرة؛ والذكريات العطرة التي يستأنس بها المسلم على مر العصور.
هذا وإن الله سبحانه اختص أناساً بالفضل والإحسان والبركة؛ فكانوا في حياتهم نبراساً للخير ودعاة للهدى؛ وأعقبهم بعد وفاتهم بالثناء والذكر الحسن.
وإن من هؤلاء النفر؛ الإمام الفاتح المجاهد
فإن الحق والباطل لا زالا في صراع منذ خلقت الدنيا وحتى يرث الله الأرض ومن عليها؛ ولا يزال الله ﻷ يبتلي أهل الحق بأهل الباطل لحكمته البالغة؛ ليميز أهل الإيمان من أهل الضلالة والبهتان..
فإن الله تعالى جعل هذه الدنيا دار بلاء وفتنة ، يُبتلى فيها الناس بأنواع الفتن والبلايا ، وتمسهم المحن والرزايا ، فيجازى المؤمن الصابر بعلو الدرجات ، وتحل بالفاجر أنواع العقوبات؛ وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين؛ وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين
فإن الله I امتن على أناس من عباده ؛ فاختصهم بالفضل والرفعة وعلو الشأن؛ وأجرى على أيديهم من الفضائل ما لا يستطيع وصفه واصف؛ ولا حصره متتبع.
ومن هؤلاء النفر الكرام الذين اصطفاهم الله سبحانه بالكرامة والتعظيم؛ الطاهرة المطهرة؛ والصديقة بنت الصديق؛ المبرأة من فوق سبع سماوات؛ أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديقب ؛ فراش رسول الله وعفته ؛ وريحانته وحبيبته.
فإن من المعلوم للعقلاء أن الناس لا تنتظم حياتهم؛ ولا تأمنُ سبلهم، إلا بحاكم يسوسهم، فإن لم يكن لهم حاكمٌ عمت بهم الفوضى، واستشرى بهم الجهل، وانتشر بينهم العدوان
وما كان الأمر يصل بالنساء إلى ما نرى؛ لو لم يكن خلف ذلك رجالٌ متساهلون؛ ضعفت هممهم؛ وملّوا المسؤولية؛ وبدأوا يطأطئون الرؤوس عما يعلمون أنه عيبٌ وخزيٌ وعار!.
فبالأمس القريب؛ كانوا رجالاً في الوغى؛ وفرساناً في الميدان؛ فلما انبلج صباح هذا الواقع الأليم؛ فإذا بهم يلقون سيوف الإباء؛ وينكّسون رايات الكرامة ويرضون بالدون؛ ويعلنون الهزيمة على استحياء.
فيا حسرتاه على أمةٍ فقدت رجالها وهي في أمسِّ الحاجة لهم .
فإن الحديث عن بعض الظواهرِ السلبيةِ المتفشيةِ في مجتمعاتنا ، لهو نوع من السباحة ضد التيار، وما ذلك إلا لبروز تلك الآفاتِ بين صفوفنا حتى أصبحت واقعاً مقرراً، جعل الفارق كبيراً بين ما نحن فيه، والواقعِ الذي نأمل أن نكون متصفين به .
فإن مما يقرب بين القلوب ويذهب الأحقاد والضغائن: العتاب بين الأحبة بالحسنى وباللفظ اللطيف؛ ولذلك فقد مدح قوم العتاب فقالوا: العتاب حدائق المتحابين ، ودليل على بقاء المودة.
الحمد لله الذي جدد لعباده مواسم الخيرات, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فاطر الأرض و السماوات, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل المخلوقات, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أولي الفضائل والكرامات.